وموضوعه
دور الملكية الفكرية فى تحقيق التنمية المستدامة فى مصر
الخميس 19 ابريل 2018
يأتي هذا المؤتمر متزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية. ولقد أرتأى مجلس المعهد إختيار موضوع المؤتمر ليعكس الدور المتوقع أن تلعبه الملكية الفكرية فى الوصول إلى مستوى التنمية المستدامة التى تأمل الحكومة المصرية فى الوصول إليه.
وينعقد المؤتمر برئاسة الأستاذ الدكتور/ ماجد نجم رئيس جامعة حلوان وذلك بمقر المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية فى إطار الشراكة والتعاون بين المعهد القومي للملكية الفكرية و المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية. ويحضر المؤتمر الأستاذ الدكتور/ سعاد عبد الرحيم مدير المركز، اللواء الدكتور/ عبد القدوس عبد الرزاق رئيس جمعية الامارات للملكية الفكرية، الأستاذ/ هشام الدويك نائب مدير عام غرفة تجارة عمان، الأستاذ/ أسامة البيطار رئيس الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية بالأردن، الأستاذة/ ريم الريموني رئيس أكاديمية أعمال للملكية الفكرية.
وأوضح الأستاذ الدكتور/ ماجد نجم رئيس جامعة حلوان فى كلمته أن إنشاء المعهد القومي للملكية الفكرية بجامعة حلوان جاء بقرار جمهوري فى 2016، وهو ما يؤكد حرص القيادة السياسية على أهمية الملكية الفكرية ودعم المبدعين والمخترعين بكافة الصور، ولعل أحد أهم أنواع الدعم هو توفير فرص الدراسة والتعليم فى هذا المجال الحيوى والهام. ويضم المعهد قسم أكاديمي فى تخصصات الملكية الفكرية المختلفة، الملكية الفكرية الصناعية، والملكية الأدبية والفنية. وفى الوقت الراهن يمنح المعهد درجتي الماجستير ودكتوراه الفلسفة فى الملكية الفكرية، وهى درجات علمية أكاديمية، ويمكن لخريجى الجامعات الدراسة بالمعهد فى أى تخصص من التخصصات العلمية. كما يضم المعهد مركزاً للبحوث والاستشارات فى الملكية الفكرية، وقسم للتدريب وصقل المهارات فى الملكية الفكرية. وللمعهد مكتبة علمية متخصصة وفريدة فى الملكية الفكرية، فضلاً عن المكتبة الرقمية التى تتيح للباحثين الوصول إلى المراجع المختلفة فى الملكية الفكرية عبر العالم أجمع.
كذلك أكد دكتور نجم على أن إدارة الجامعة والمعهد اختارت موضوع المؤتمر ليعكس الوضع فى مصر وليتوافق مع متطلبات الدولة: دور الملكية الفكرية فى تحقيق التنمية المستدامة فى مصر، فى ضوء الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية، وهذا يؤكد على الدور المحوري للملكية الفكرية فى دفع عجلة الاقتصاد وتحقيق متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، وذلك بما يحفظ ويصون حقوق الأجيال القادمة فى إطار استدامة التنمية.
وأضاف دكتور نجم فى كلمته إلى أن المؤتمر يناقش عدد 24 بحث فى الملكية الفكرية، ويصل عدد الباحثين والمعقبين والمتحدثين الرئيسين على البحوث إلى 52 باحث وأستاذ وهو ما يمثل باكورة الانتاج العلمي للباحثين والمهتمين بمجال الملكية الفكرية. ولقد قررت إدارة الجامعة أن يضم العدد الأول للمجلة العلمية للملكية الفكرية وإدارة الابتكار التى يصدرها المعهد القومي للملكية الفكرية مجموعة البحوث التى تم إختيارها وتحكيمها فى هذا المؤتمر.
ولقد أكد الأستاذ الدكتور/ ياسر جاد الله أستاذ الاقتصاد وعميد المعهد القومي للملكية الفكرية أن الملكية الفكرية تمثل أهم مكون من مكونات أية سلعة أو خدمة يتم عرضها فى الأسواق، ويمكن القول من الناحية الاقتصادية أن نسبة هذا المكون من سعر السلعة أو الخدمة قد تفوق تكلفة المواد الخام المستخدمة فى الانتاج بأضعاف مضاعفة، وهو ما يعكس السبب فى ارتفاع أسعار أجهزة الهاتف النقال الحديثة، وأسعار الأجيال الحديثة من المضادات الحيوية.
وأشار د. جاد الله إلى أن المشاكل التى يعاني منها الاقتصاد المصري تتطلب حلول غير تقليدية، وهذه الحلول تحتاج إلى إعمال الفكر والخروج عن المألوف، والفكر بطبيعته يحتاج إلى الاستثمار فى العنصر البشري، والانفاق على البحث العلمي والتطوير. وهذا ما نلاحظه فى دول عديدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية اللتان اعتمدتا على الاستثمار فى البشر والانفاق المكثف على البحث العلمي. كما أن الانفاق على البحث العلمي من شأنه التوصل إلى أفكار جديدة ومخترعات من شأنها إعادة استخدام الموارد الاقتصادية المتاحة لدينا والمحدودة بالشكل الأمثل الذى يجعل الناتج عن استخدامها أضعاف مضاعفة لما يتم انتاجه حالياً، ومن ثم زيادة حجم الانتاج ورفع معدلات النمو الاقتصادى، وما يرتبط بذلك من توفير منتجات جديدة يمكن التنافس بها فى الأسواق العالمية، وزيادة الصادرات المعرفية، أى التى تعتمد على عنصر المعرفة، فضلاً عن تقليص حجم الواردات من خلال الانتاج من السلع التى نقوم باستيرادها عندما نملك حق الملكية الفكرية الذى يكون للمصريين، وعلاوة على ذلك توفير فرص عمالة جديدة، وتخفيض معدلات البطالة.
ومن جانبه أكد د. جاد الله على أن زيادة الانتاج من سلع وخدمات جديدة بفكر مصري أصيل له حقوق ملكية لأبناء الوطن سوف يحمل فى طياته المزيد من الاستقلالية، والمقدرة علي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، كما يحفظ للأجيال القادمة حق إستغلال تلك الحقوق، بل وتطويرها بما يحقق ما يعرف بالاستدامة للتنمية. فضلاً عن أن الملكية الفكرية تعد العصا السحرية التى يمكن أن تنقل الاقتصاد المصري إلى منحى جديد، وتضعه على منحنى التقدم التكنولوجي الذى سبقتنا اليه العديد من الدول، وعلينا أن نقول وبحق أن المناخ أصبح فى مصر مناسباً لتحقيق ذلك فلدينا قيادة سياسية واعية لأهمية الملكية الفكرية أنشأت من أجلها معهداً قومياً، لدينا درجة عالية من الاستقرار الداخلي، لدينا تشريعات جديدة متواكبة مع التطورات العصرية تحتاج إلى التفعيل الجيد، ولدينا الأهم وهو شعب مصر العظيم الذى يمتلك كل مقومات النجاح.
وتحدث دكتور جادالله فى إحدى جلسات المؤتمر عن تمكين المرأة فى الملكية الفكرية إختراعاً وإبتكاراً، ليوضح الفجوة الموجودة فى هذا المجال لصالح الرجل.